ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ
ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ..
ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ
ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﺳﻘﺔ ..
ﻓﺠﺄﺓ ﻟﻤﺢ ﻋﺸﺎَ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻗﺪ
ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﻓﺮﺥ ﻧﺴﺮ ﻳﺠﻠﺲ
ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﺶ
ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬﻩ ..
ﻣﺪّ ﻟﻪ ﻳﺪﻩ ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺑﻌﻀﻪ ﻋﻀﺔ
ﻗﻮﻳﺔ .. ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻩ ﺻﺎﺭﺧﺎً ﻣﻦ
ﺷﺪّﺓ ﺍﻷﻟﻢ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﺳﻮﻯ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﺣﺘﻰ ﻣﺪّ ﻳﺪﻩ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﻨﻘﺬﻩ..
ﻓﺄﻋﺎﺩ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺍﻟﻌﺾ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ..
ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻳﺪﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺻﺎﺭﺧﺎً
ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻷﻟﻢ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺭﺍﺡ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ..
ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ
ﻭﻳﺮﺍﻗﺐ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ؟؟
ﻓﺼﺮﺥ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻆ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .. ﻭﻫﺎ ﺃﻧﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ
ﺇﻧﻘﺎﺫﻩ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ؟
ﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ..
ﻭﻇﻞ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺣﺘﻰ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻨﺴﺮ
ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ..
ﺛﻢ ﻣﺸﻰ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺭﺑﺖ ﻋﻠﻰ
ﻛﺘﻔﻪ ﻗﺎﺋﻼً: ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ..
ﻣﻦ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﺾ ﻭﻣﻦ ﻃﺒﻌﻲ
ﺃﻥ "ﺃُﺣﺐ ﻭﺃﻋﻄﻒ"
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﺢ ﻟﻄﺒﻌﻪ ﺃﻥ
ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻌﻲ....
...ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻄﺒﻌﻚ ﻻ ﺑﻄﺒﺎﻋﻬﻢ
ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﺣﻚ ﻭﺗﺆﻟﻤﻚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ..
ﻻ ﺗﺄﺑﻪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻮ ﻃﺎﻟﺒﺔ
ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺻﻔﺎﺗﻚ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ
*ﻷﻧﻬﻢ ﻻﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺗﺼﺮﻓﻚ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ...*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق