الصياد ولؤلؤة الحياة
كان هناك صياداً مثابراً مجداً يذهب يوميا فيصطاد ما يسر الله له ، ثم يعود إلى البيت ويأكل وزوجته السمك الذي اصطاده ،
وفي إحدى الأيام كانت زوجته تنظف إحدى الأسماك التي اصطادها ففوجئت بوجود لؤلؤة رائعة بداخلها
فذهبت وهي في منتهى السعادة لزوجها وزفت له هذا الخبر الرائع
وقد قام فرحاً بهذا الخبر وحمل اللؤلؤة وقال لها اليوم سأبيع اللؤلؤة ونشتري بثمنها طعاماً غير السمك
وذهب إلى بائع للذهب في المنطقة فقال له بائع الذهب إن اللؤلؤة التي بيدك لا تقدر بثمن
إنني لو بعت محلي هذا وبيتي وكل ما أملك لن أستطيع أن أعطيك أجرها
اذهب إلى أكبر بائعي الذهب في المدينة المجاورة قد يستطيع أن يشتريها منك
وبالفعل ذهب إلى المدينة المجاورة إلى أكبر بائعي الذهب فصدم ذلك البائع
وقال له ما قاله بائع الذهب في مدينته
أن جوهرته التي يقتنيها أغلى من محل الذهب خاصته كاملاً
ثم قال له سوف أدلك على شخص واحد يستطيع أن يشتريها منك اذهب إلى الوالي
فذهب إلى الوالي فقال له الوالي إن جوهرتك هذه أبحث عن مثلها منذ سنين
سوف أدخلك إلى خزينتي الخاصة ولتأخذ منها ما شأت
سأعطيك ست ساعات لتجمع أكبر قدر من الذهب لقاء جوهرتك هذه
فقال له الرجل يا سيدي ساعتين تكفيان لإنجاز المهمة فقال له لا بل سأعطيك ستة
فدخل هذا الصياد إلى الخزينة فوجد فيها ثلاثة غرفة الأولى تحتوي ما لذ وطاب من الطعام
والثانية تحتوي على فراش طري وفير والثالثة فيها الجواهر والذهب
فقال في نفسه سوف آكل الطعام وأتزود بالطاقة منذ زمن كبير وأنا اشتهيه
وبالفعل ظل يأكل الطعام أكثر من ساعة وهو يتنقل بين الموائد اللذيذة
وبعد أن أكل قدراً كبيراً من الطعام شعر بالتعب ووجد في الغرفة الثانية الفراش الطري
فقال في نفسه تبقى الكثير من الوقت سوف أنام وأتزود بالطاقة ثم أستيقظ وأجمع الجواهر
وغط في نوم عميق لم يستفق منه إلا على صوت الحراس يقولون له قم أيها الأحمق
فقد انتهى وقتك فبدأ يتوسل لهم أن يمهلوه لدقائق ليجمع قليلا من الجواهر
فقالوا له أمهلناك ست ساعات وكنت قادراً على جمع الكثير من الجواهر والأكل والنوم في الخارج
ولكنك أردت متعة اللحظة وغفلت أنه كان بإمكانك أن تؤمن كل حياتك وطردوه إلى خارج القصر
لقد انتهت القصة ولكن العبرة لم تنته
فالجوهرة يا سادة هي روحنا التي أودعنا الله إياها
والفراش الوفير : هي الغفلة
والطعام والشراب : هما الشهوات
والآن أخي الفاضل إما أن تستيقظ من غفلتك وتجمع الجواهر التي أوجدها الله للتزود بها لنيل الجنة
وإما تظل تأكل وتنام إلى أن يأتي اليوم الذي تندم فيه على غفلتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق