الهبوط على القمر
منذ قديم الزمان والإنسان يحلم بالهبوط على سطح القمر، وظهر العديد من الروايات الخيالية والقصص العلمية التي تفسر كيفية انطلاق الإنسان نحو الفضاء والهبوط على سطح القمر. لكن من المثير حقاً إن أحلام الفلاسفة وكتاب الخيال القدماء وتصوراتهم أصبحت حقيقه واقعة في أواسط القرن العشرين، حيث هبط الإنسان على سطح القمر وجلب حوالي 27 كيلوغراماً من تربته الى الأرض. تحقق هبوط الإنسان على سطح القمر بعد سلسلة تجارب طويلة حول الصواريخ والمركبات الفضائية وفيزياء الكواكب، وإطلاق الأقمار الصناعية في الخمسينيات من القرن العشرين والمركبات الفضائية نحو الكواكب السيارة أكسب العلماء خبرة واسعة في كيفية حمل رواد الفضاء نحو القمر وضمان عودتهم سالمين إلى الأرض. بدأت الرحلة التاريخية بالفعل يوم 16 تموز سنة 1969م، عندما إنطلق الصاروخ (ساتورن-5) البالغ طوله 86 متراً عند الساعة 14 و32 دقيقه بتوقيت جرنتش نحو الفضاء من قاعدة (كيب كينيدي) في ولاية فوريدا الامريكية، حاملاً معه مركبة الفضاء (ابوللو-11) وعلى متنها ثلاثة رواد فضاء هم: (نيل آرمسترونغ) Neil Armstrong و(إدوين ألدرين) Edwin Aldrin و(مايكل كولنز)Micheal Collins . وعند الساعة 4 والدقيقه 22 صباح يوم 19 تموز دخلت المركبة ابوللو-11 مجال جاذبية القمر وأخذت تدور حوله، وعند الساعة 18 والدقيقه 47 مساء يوم 20 تموز انفصلت المركبة (آدلر)Adler التي سميت (إيجل)Eagle أي النسر عن المركبة الرئيسية (كولومبيا) التي بقيت تدور حول القمر وفيها مايكل كولنز لتكون وسيلة إتصال بين رواد الفضاء نيل آرمسترونغ وادوين الدرين اللذان بقيا في مركبة ايجل ليهبطا على سطح القمر وبين القاعدة الرئيسية على الأرض. وفي الساعة 21 والدقيقة 17 يوم 20 تموز هبطت المركبة ايجل بهدوء على سطح القمر في منطقة (بحرالهدوء) وبجانب فوهة قمرية تقدر مساحتها بملعب كرة القدم ، وفي تمام الساعة 3 و40 دقيقه بتوقيت جرنتش من صباح يوم الاثنين الموافق 21 تموز 1969م، كان العالم يشاهد عبر شاشات التلفاز أعظم انجاز تنفذه البشرية في تاريخها، وهو السير لأول إنسان بخطوات على سطح القمر، حيث وطأت قدما رائد الفضاء الامريكي نيل ارمسترونغ سطح القمر ذا التربة الناعمة بعد أن نزل درجات المركبة التسع، وعندما لامست قدم ارمسترونغ سطح القمر، توجه بكلمه لسكان الأرض سيذكرها التاريخ وذلك في بث حي ومباشر: "إنها خطوة صغيرة لإنسان، لكنها قفزة جبارة للجنس البشري". بعد ذلك راح ارمسترونغ يتجول على سطح القمر بالقرب من المركبة ويلتقط الصور للفوهات القمرية وللتربة ، ولعل أجمل ماصوره ارمسترونغ هو أثر قدميه بعد أن غاصت بالتراب، ثم تبعه الدرين وقاما بتثبيت لوحة مطليه بالذهب على سطح القمر كتبت عليها العبارات التالية:"هنا رجال من كوكب الأرض خطوا أول خطوة على سطح القمر في تموز 1969م، لقد جئنا من أجل السلام للجنس البشري كله"
الهبوط على القمر اكبر خدعة
المشككون لديهم ما يقولونه بهذا الشأن، على سبيل المثال إحدى صور وكالة ناسا كانت اللقطة تنظر إلى
أعلى باتجاه "نيل أرمسترونغ" وهو يهم بأخذ أعظم خطوة للإنسانية، المصور يجب أن يكون مستلقيا على
سطح القمر لأخذ الصورة، وإذا كان أرمسترونغ أول رجل فضاء ينـزل على سطح القمر فمن الذي أخذ
الصورة ؟! ثم يسوق المشككون أمثلة رفرفة العلم (مع عدم وجود غلاف جوي)، والظلال المتداخلة
والمتفاوتة في الطول، والغبار وغيرها من التقنيات الفنية التي تؤكد أن ما يحدث إنما يحدث في صحراء نيفادا.
وبالإضافة لأخطاء الصور هنالك من يتساءل: كيف أمكن لرواد الفضاء المكوث ساعات طويلة على سطح القمر ؟؟
خاصة في الرحلات الستة التالية لرحلة أرمسترونغ، والغريب أن هذه الرحلات لم تصور، وحسب أرشيف الناسا في
الرحلة الأخيرة مكث الرواد 22 ساعة خارج الكبسولة الفضائية، وهو أمر يصعب تحقيقه لأكثر من سويعات معدودة !!
حيث أن الحرارة على القمر تبلغ 120 درجة مئوية ونسبة الإشعاع مرتفعة جدا، وبالتالي مثل هذه الظروف لا تحتمل أبدا،
وكذلك كيف أمكن لصاروخ الفضاء أن ينطلق من القمر في رحلة العودة؟ حيث أن الصاروخ يحتاج منصات وأوكسجين للاحتراق ؟؟
هناك أمثلة أخرى ولكنها غير مقنعة، أو يمكن دحضها بسهولة، وهناك ايضا نظرية تقول أن الهبوط على القمر حقيقي ومؤكد،
لكن الصور مفبركة؛ حيث أخبر العلماء الرئيس نيكسون بأنه لا يمكن تصوير عمليه الهبوط على سطح القمر بسبب الحرارة
الشديدة التي ستتلف الكاميرات والأفلام (حاليا توجد كاميرات تصور من على سطح المريخ)، فأدرك نيكسون أنه لا يمكن
الانتصار على السوفييت بدون الصور؛ لأن الصور ضرورية لكسب معركة غزو الفضاء، وأصحاب نظرية المؤامرة هذه يقولون
أن مساعدي نيكسون قرروا الاستعانة بالمخرج السينمائي "بستانلي كوبريك" من أجل تصوير فيلم الهبوط على سطح
القمر داخل استوديوهات هوليود، ويذهب هؤلاء إلى حد الزعم بأن المخابرات الأمريكية خافت أن يفضح المشاركين في
تصوير الفيلم المزيف دورهم في هذه الخدعة، لذا قررت السي أي أيه التخلص من كل ممن شاركوا في هذا العمل؛
فتمت عمليات اغتيال متلاحقة لهم.
المؤمنون بعملية الإنزال يتساءلون ولهم الحق في ذلك، كيف تغامر أمريكا برصيدها وسمعتها من خلال عملية مفبركة؟
ألا يمكن كشفها، وبالتالي تخسر أمريكا مصداقيتها العلمية ؟؟ وكيف ستتمكن من خداع مئات الهيئات العلمية ومئات
العلماء الذين اشتركوا في العملية ؟؟ والصخور التي تم جلبها من القمر يؤكد علماء أوروبيون أنها تعرضت لإشعاعات
شمسية مختلفة عن الإشعاعات التي تتعرض لها صخور الأرض، وأنها فعلا من القمر، وأيضا ضمن مشروع أبوللو توجد
مرآة تعكس شعاع ليزر يطلق من الأرض لقياس بُعد القمر ومقدار تباعده سنويا.
ستظل قصة هبوط الإنسان سطح القمر لغزا محيرا، ولكنها رغم ذلك تبقى مصدر إلهام للأجيال وللعلماء، وإذا كان
"أرمسترونغ" قد مات، فإن السر لن يدفن بهذه السهولة؛ فهناك أكثر من عشرة رواد أمريكان مازالوا أحياء، ومئات العاملين
في الناسا والذين اشتركوا في المشروع، ومن الصعب ضبط هؤلاء جميعا، وأنه لا يوجد من بينهم من يطمع بالشهرة والأموال
لكشف الحقيقة. (الحقيقة الضائعة).
سواء كانت خدعة أم حقيقة، فقد غيرت أمريكا من خلال هذا الحدث مجرى التاريخ، وكسبت الحرب وأثبتت تفوقها. وسواء
صدقناها أم لا فهذا لن يغير كثيرا الآن؛ فقد فات الأوان، والكثير من الناس يرفض التشكيك، لأنهم ببساطة لا يريدون القول
أنهم كانوا ضحايا أكبر خدعة، وأنهم مخدوعون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق